القلب السليم

يوم القيامة لا ينفع فيه إلا من أتى الله بقلب سليم، إذًا يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يكون من الصالحين والمتقين، فيجاهد نفسه، ويعالج قلبه، حتى يصبح قلبه سليمًا منيبًا، خاليًا من أي أمراض.

  • التصنيفات: أعمال القلوب -

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإن أعظم وأهم جهاز في جسد الإنسان هو القلب؛ لأن صلاح الجسد وفساده مرجعه إلى القلب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  «ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب»؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:  «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»؛ (رواه مسلم)؛ فالقلب هو محطُّ نظر الرب سبحانه؛ وفي القرآن يقول الله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37]، فالذكرى إنما تنفع من كان له قلب سليم ونقيٌّ من الأدران والأنجاس والأمراض؛ يقول تعالى: {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق: 33]،

فالجنة التي أُزلِفت للمتقين، فُسِّر المتقون بأنهم لهم صفات عظيمة؛ منها أن أحدهم يأتي بقلب منيب فيستحق الجنة، ويقول تعالى: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89]، فيوم القيامة لا ينفع فيه إلا من أتى الله بقلب سليم، إذًا يجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يكون من الصالحين والمتقين، فيجاهد نفسه، ويعالج قلبه، حتى يصبح قلبه سليمًا منيبًا، خاليًا من أمراض الرياء والكبر، والحقد والحسد، والاتكال على غير الله، والاعتماد على المخلوقين، يعالج نفسه من هذه الأمراض، ويغرس في قلبه خصال التوحيد والتوكل، والإخلاص والتواضع، ومحبة الناس ومحبة الخير لهم، وخشية الله مع رجائه وحسن الظن به، إلى آخر الخصال الطيبة.

يجب على الدعاة والداعيات أن يعتنوا بهذه الخصال، ويكثروا من التذكير بها والتركيز عليها، حتى تشفى القلوب من أمراضها، وتنمو فيها تلك الخصال الطيبة، وكل أحد يحرص على الاستفادة من تلك الدروس والمواعظ، والتوبة وذكر الله وقراءة القرآن، حتى يصبح قلبه سليمًا منيبًا، نسأل الله أن يجعل قلوبنا جميعًا كذلك.

____________________________________________

الكاتب: الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم