ليبيا تتحرر من احتلال القذافي؟

ملفات متنوعة

أبناؤه يتصارعون على خلافة القائد، في قطيعة عما يصطلي منه الناس،
بينما الاقتصاد مختطف من حفنة صنعهم القذافي على عينه.

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

ربما لم يعرف شعب من الشعوب العربية تدميرا وتحطيما للإنسان والعمران والنهب والإجرام مثل ما رآه الليبيون من القذافي.

معتوه مسكون بجنون العظمة، معزول تماما عن شعبه، فيلسوف الهذيان، صنع من نفسه صنما.

أبناؤه يتصارعون على خلافة القائد، في قطيعة عما يصطلي منه الناس، بينما الاقتصاد مختطف من حفنة صنعهم القذافي على عينه.

ووفقا لمصادر مطلعة في طرابلس، فإن قادة في اللجان الثورية الليبية، العمود الفقري للنظام، تلقوا مؤخرا تعليمات بتشكيل فرق الموت والتصفية، وتم توزيع الأسلحة والهواتف النقالة عليهم، والزج بها إلى مناطق طرابلس وبنغازي ومسراته، ووجها إليها أوامر بالقضاء على أي محاولة للتمرد. وتم تكليف أمين اللجنة الشعبية العامة للأمن العام من العقيد القذافي نفسه لتشكيل والتنسيق بين هذه الميليشيات، وبعضها تابع لبعض أبنائه.

وبالإضافة إلى ذلك، تلقى سيف الإسلام معمر القذافي تعليمات بلجم أصواته الإصلاحية والعودة إلى الصفوف. وعلاوة على ذلك، أفادت المخابرات الروسية، التي تحظى بعلاقات قوية مع أجهزة الأمن الليبية، بأن نظام القذافي لا زال متصلبا وليس مستعدا أن يفهم ما يجري في المنطقة، وهذا قد يؤدي إلى تطرف النظام. وربما يقدم كعادة الطغاة، قرابين وأضاحي لامتصاص غضب الثوار والأحرار والالتفاف على مطالبهم.

وهناك ميليشيات تابعة لبعض أبناء القذافي، لا تتورع عن ارتكاب مجازر في حق أحرار ليبيا وشرفائها، حماية لامتيازاتهم وتسلطهم وتأمينا لإرث الحكم.

المعتوه لم يترك مبدعا إلا طمسه ولا نهضة إلا قمعها ولا صوتا حرا إلا كتم أنفاسه، وحطم ليبيا عمر المختار، لكنه لم يقتل فيهم روح البطل المختار وشجاعته وتحديه للاستعمار، وما أقام فيها ـ هذا المعتوه ـ إلا خيمته المتنقلة وهذيانه الأخضر وجنونه المتهتك.

القذافي يمسك بمقاليد الأمور بقبضة من نار، وحول البلد الثري إلى مزرعة خاصة للأسرة يتوارثونها وبعض المقربين والدوائر الضيقة المغلقة، وعاث نظام حكمه فسادا ونهبا وإجراما، وما ترك القذافي جرما إلا ارتكبه في حق شعبه، لكن إرادة أحفاد عمر المختار أقوى من بطشه وزبانيته، وليس أمامهم إلا الضغط الشعبي العام والمؤثر، بالتظاهر والاحتجاج السلميين، والإبقاء على حالة الغليان، وتوسعها وامتدادها جغرافيا، وقد نالت بنغازي مخزن الأحرار والشرفاء والثوار في ليبيا ضمانا لإحداث زلزال عنيف في كيان النظام المجرم وهز أركانه، وقد ولى عهد القبول بالفتات عبر تغييرات جزئية وتقديم أضاحي وقرابين، فقد آن الأوان ليتنحى هذا المعتوه المجرم، وأن يطوى عهده وإلى الأبد .

المصدر: مجلة العصر