(4) انتبه يا من أردتَ كمال الاتباع

أم هانئ

  • التصنيفات: فقه الصيام - تزكية النفس - الحث على الطاعات -

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. وبعد:

انتبه يا من أردتَ كمال الاتباع..

- إذا أردتَ كمال الاتباع وحُسن التسنن برسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بتحري الفطر على الترتيب التالي ليس إلا:

1- رطبات، فإن لم تجد..
2- فتمرات، فإن لم تجد..
3- فحسيات من ماء.

إذن لا شيء إلا بعد البدء بما بدء به رسولنا الكريم صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى ترتيب فعله.

انتقِ من تدعوه للإفطار عندك!

- قال رسول الله صلى الله عيه وسلم: «من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» صحَّحه الألباني في صحيح الترمذي، رقم: [807]).

فلنحرص أن نفطِّر الاتقياء أو من نظن فيهم الصلاح ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا لماذا؟

1- حتى نأخذ مثل أجر صيامهم والذي نحسب أنه عظيم -والله حسيبهم- وبخاصةٍ أنه لن ينقص من أجرهم شيئًا.

2- لأنهم حين يطعمون طعامنا يعملون بالطاقة المتولدة عنه طاعات، فيستمر جريان الأجر لنا ما داموا يتقوتون بطعامنا.

على القيام بأعمالهم الصالحات؛ ولذا جاء الأمر في الحديث: «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي» (حسَّنه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم: [4945]).

فيستمر الأجر ما لا يعلمه إلا الله، مثلًا يفطر عندك شخص وبعد الإفطار يذهب لصلاة العشاء وقيام الليل أو يُلقي درسًا في حلقةٍ علمية ينتفع بها خلق كثير؛ فيكون من مِنَّة الله عليك أن تشاركه أجر ذلك الفضل، لا ينقص من أجره شيئًا.

ولذا سُن لنا كما جاء في الهدي النبوي أن ندعو لمضيفنا بعد الطعام قائلين: «أكل طعامكم الأبرار، وأفطر عندكم الصائمون، وصلَّت عليكم الملائكة، وذكركم الله فيم عنده» (صحَّحه الألباني في مختصر العلو، رقم: [84]).

بينما نفطّر آخر فينتهي ويباشر إلى أماكن اللعب والملاهي أو النوم..

وإن كنّا لن نعدم أجرًا من إطعامنا إِيَّاه؛ لحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم: "«أن رجلًا وجد كلبًا يلهث من العطش فنزل بئرًا فملأ خفه منها ماء، فسقى الكلب حتى روي». قال: «فشكر الله له فغفر له»، فقال الصحابة: أإن لنا في البهائم لأجرًا يا رسول الله؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر»" (صحَّحه الألباني في غاية المرام، رقم: [476]).

فلنحرص ولنتحر إطعام الصالحين عسى الله أن يضاعف لنا الأجر أحوج ما نكون إليه.

هذا -بلا شك- عند الاختيار، أما مع ذوي الأرحام والأهل فلا بُدَّ لنا من إطعامهم صالحين كانوا أو طالحين لدرء مفاسد القطيعة، وفساد ذات البين؛ وتأليفًا للقلوب، ولن نعدم أجرًا من الكريم سبحانه.

والله نسأل أن يتفضل علينا فَيُرْبي لنا أعمالنا إنه هو الجواد الكريم.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام