هبوا لنجدة بنجلاديش

أبو الهيثم محمد درويش

فبالله لو صرفت مثل هذه الزكوات لإنماء البنية التحتية لدولة مثل هذه
الدولة المنكوبة التي عندما ضربها الإعصار لم ينج من أهلها إلا من
تمسك بشجرة و إنا لله وإنا إليه راجعون

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:103]

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : «المسلم أخو المسلم, لايظلمه ولا يُسلمه, ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته, ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة يوم القيامة, ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة» [رواه البخاري والترمذي].

أصيب البنجال بفاجعة أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين في وقت قل فيه العون وندرت المروءة إلاّ من رحم ربي.

نفيق من هول مأساة البنجال على أثرياء بالعالم الإسلامي ينفقون أموالهم ببزخ منقطع النظير على كفالة أندية الكرة وشراء لاعبيها بمبالغ تعادل ميزانية دولة منكوبة مثل بنجلاديش بكامل شعبها, ولو استثمرت هذه الأموال في موطنها ولو صرفت في مصارفها لتغيرت أحوال دول مسلمة فقيرة بكاملها ولا أبالغ.

فقد ثبت أنّ بعض أثرياء العرب حساب زكاة أموالهم فقط يعادل ميزانية دولة نامية, فبالله لو صرفت مثل هذه الزكوات لإنماء البنية التحتية لدولة مثل هذه الدولة المنكوبة التي عندما ضربها الإعصار لم ينج من أهلها إلاّ من تمسك بشجرة و إنّا لله وإنّا إليه راجعون, ألن يثمر هذا المال ثمرة الخير في نفوس فقراء المسلمين ويفرز عدة حقيقية قوية للأمة.

وسأكتفي بإيراد بعض صور حية من المأساة لمن كان له قلب أو ألقى السمع , عسى أن يقع هذا المقال في يد ثري ينفق في سبيل الله أو في يد ناصح أمين يسدى النصح لمنفق.

ف ب: دكا - في ظل انعدام الفرصة في العثور على ملجأ على هذه الجزيرة الصغيرة بجنوب بنجلاديش, بذل أحد السكان محاولة يائسة لإنقاذ اثنين من أبناء عمومته الأطفال من خلال ربطهما في نخلة فيما ضرب الإعصار "سيدر" المنطقة بقوة.

هذا التفكير المتعجل للمواطن زبار ميا ساهم بالتأكيد في إنقاذ الطفلين ريازا (13 عامًا), وسيمون (5 أعوام) اللذين بقيا على قيد الحياة ضمن مجموعة صغيرة من الأطفال كانوا يعيشون في جزيرة "مجهر تشار" الواقعة على بعد 184 كم جنوب العاصمة دكا.

وحتى يوم الخميس 15-11-2007, كان يعيش في الجزيرة نحو 70 طفلا حتى هب الإعصار من خليج البنغال مصحوبًا برياح عاتية وأمواج بلغ ارتفاعها 6 أمتار. ومعظم هؤلاء الأطفال إمّا مفقودون أو توفوا, حسبما يروي القرويون في المنطقة, مشيرين إلى أنّه رغم الإعلان عن إنشاء نظام للتحذير من الأعاصير، فإنّهم لم يتلقوا أي تحذير.

"بالكاد تجد أطفالا ظلوا على قيد الحياة بهذه الجزيرة.. هذان الطفلان محظوظان لأنّهما نجيا", حسبما يقول أب مفطور القلب يُدعى محمد منودن بعدما فقد زوجته واثنين من أبنائه وآخرَيْن من أبناء عمومته.

ويروي منودن لوكالة الأنباء الفرنسية أنّه عثر على جثة أحد ولديه معلقة على شجرة، بينما الآخر مفقود "وربّما ابتلعه البحر".

في 30 دقيقة...

أمّا سبحان دافدار (70 عامًا) فأخذ ينتحب بشدة وهو يؤكد أنّه لم يرَ في حياته كارثة حلت على بنجلاديش مثل إعصار "سيدر", رغم أنّه عايش إعصار 1970 الذي أودى بحياة 500 ألف شخص، وإعصار عام 1991 الذي راح ضحيته 138 ألف شخص.

"لم أرَ أشلاء مثل ما خلّفه هذا الإعصار.. فقدت كل أفراد عائلتي، عدا ابني الذي يعمل في العاصمة دكا.. الإعصار كان سريعًا، أخذ كل شيء في طرفة عين.. 30 دقيقة فقط بعدها لم يتبق شيء على الإطلاق"، حسبما يروي المسن البنغالي.

وتسبب إعصار "سيدر" - الذي ضرب جنوب بنجلاديش الخميس 15-11-2007 - في تدمير آلاف المنازل وتقطع الأسلاك الكهربائية وانجراف المحاصيل, فيما يصارع آلاف الناجين من أجل تأمين احتياجاتهم الأساسية كالخيام والطعام ومياه الشرب. وبدأ الإعصار من خليج البنغال بسرعة رياح كبيرة, وموجات مد تصل إلى 20 قدمًا حتى وصل بنجلاديش.

ويبذل عمال الإغاثة في بنجلاديش اليوم الإثنين جهودًا مضنية؛ لتقديم المساعدات العاجلة من الطعام والشراب ومساكن الإيواء لملايين الأشخاص الناجين من إعصار سيدر الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 3100 شخص في حصيلة غير نهائية.

ومن بين 500 شخص كانوا يعيشون على ظهر جزيرة "مجهر تشار", قتل أو فقد ما يصل لنحو 100 شخص.

نقص الرعاية

ويعتبر سكان شواطئ الجزر هم أفقر الفقراء الذين لا يجدون مكانًا يؤويهم غير بيوت مشيدة من الصفيح والخيزران. بينما لا توجد في هذه الجزر مدارس أو رعاية صحية, والأسوأ من ذلك أنّهم يتحملون بمفردهم وطأة الأعاصير والفيضانات التي تضرب هذه الأماكن الفقيرة.

وبحسب الناجين، فإنّ سكان جزيرة "مجهر تشار" التي يعيش أغلب رجالها على الصيد في خليج البنغال أخذهم الإعصار بغتة في ظل عدم تلقيهم إنذارًا مبكرًا من الأجهزة المعنية بالدولة.

"كنا ننتظر الموت في كل لحظة.. لقد طلبنا من السلطات سابقًا بناء ملاجئ لنا في الجزيرة.. لكن أحدًا لم يسمع لنا, وعندما ضرب الإعصار البلاد تركنا أنفسنا لرحمة الله", بحسب زيلور رحمن (30 عامًا) الذي فقد اثنين من أبناء عمومته.

"لقد تشبثنا بالشجر وقيدنا أنفسنا فيها لننجو بأرواحنا", حسبما يروي ناج آخر يُدعى باكول بيجم (50 عامًا) فقد 3 من بناته.

أمّا زبار ميا الذي نجح في إنقاذ اثنين من أبناء عمومته فيقول: "أخطأنا تقدير الرياح، فعادة ما تهب الرياح من الغرب، أمّا هذه المرة فجاءت من الجنوب الغربي.. كل الأشخاص ماتوا ما عدا هؤلاء الذين ربطوا أنفسهم في أشجار أو أمسكوا بها".

وحتى الآن يحاول القرويون في "مجهر تشار" التي طمست معالمها البقاء على قيد الحياة حتى تصلهم المساعدات, حيث لا يوجد أي طعام بالجزيرة منذ ضربها الإعصار.

وتعتبر بنجلاديش من أكثر الدول تعرضًا للأعاصير والفيضانات وتداعياتها المأساوية, ويُعَدّ إعصار "سيدر" الأكثر تدميرًا في السنوات العشر الماضية.

وتشير الbbc إلى المأساة قائلة: تستمر في بنجلاديش جهود الإغاثة ومحاولات الوصول إلى الأشخاص المتضررين من الإعصار القوي الذي ضرب جنوبي البلاد وأدى إلى مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل.

دمر الإعصار سيدر عشرات الآلاف من المنازل, وأسقط أسلاك الكهرباء وقضى تماما على المحاصيل الزراعية الحيوية.

ومع حجم الدمار الهائل الذي خلفه الإعصار تواجه عمليات الإغاثة صعوبة في الوصول إلى القرى النائية, بسبب تعطل الطرق وانقطاع الكهرباء وخطوط الهاتف.

ويقول مراسل بي بي سي في دكا: أنّ حجم الدمار الحقيقي وأعداد الضحايا لم يتضح بعد, وأنّه مرشح للزيادة مع تقدم جهود الوصول للمناطق المنكوبة.

وقد سويت عدة قرى بالأرض تماما كما يبدو أنّ محصول الموسم الحالي للمناطق الزراعية قد دمر كما يقول المراسلون هناك.

ويقول مراسلنا: أنّ التحدي الأكبر أمام بنجلاديش الآن سيتمثل في إعادة اعمار المناطق المدمرة. وقال احد شهود العيان في المنطقة لإحدى وكالات الأنباء أنّ العاصفة دمرت 80 في المائة من المنازل في قريته.

وأضاف رجل الأعمال المحلي مليك طارق رحمن: "كان الأمر أشبه بيوم القيامة، أكثر خمس ساعات رعبا في حياتي، هناك دمار في كل مكان حتى إنّنا لا نستطيع تحديد أين كانت بيوتنا".

وأدت العاصفة إلى موجات مد بلغت 5 أمتار في بعض المناطق التي ضربها الإعصار. وارتفع منسوب مياه الأنهار التي تصب في خليج البنغال بشكل كبير.

ولم يعد نحو 150 من قوارب الصيد في الخليج إلى الشاطئ ولا يعرف مصير الصيادين عليها. ويخشى من فقدان مئات الصيادين الذين كانوا في المنطقة.

وقال مسئول من برنامج الغذاء العالمي: أنّ الهم الأول الآن هو إيصال الغذاء والدواء ومياه الشرب.

ويتعرض جنوب بنجلاديش للأعاصير سنويا، لكن إعصار سيدر هذه السنة يعد أقوى إعصار تتعرض له البلاد منذ نحو عشر سنوات.

فيا أمة هبي لمساعدة هذا البلد المسلم, ويا أثرياء المسلمين إنّ بناء دولة مسلمة هو صدقة جارية وجهاد في سبيل الله وسنة حسنة ماضية لك أجرها وأجر من اقتدى بك إلى يوم القيامة, فهلا قمنا لله وممدنا يد العون لإخواننا أم ننتظر يد التنصير التي تمتد بالرغيف يصاحبه الصليب.

ومن الجهات المؤتمنة على التبرعات الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

رابط للتواصل مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي:
http://www.wamy.org/index.cfm?method=home.contactus



محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام