حماس والتماس الشرعية

أبو الهيثم محمد درويش

بالأمس القريب قدمت حركة حماس أروع الأمثلة في التضحية والجهاد والصبر
والثبات, فبثت في قلوب اليهود الرعب الدائم, واستحقت احترام الكبير
والصغير

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

الحمد لله القائل: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال:60]

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة :123]

بالأمس القريب قدمت حركة حماس أروع الأمثلة في التضحية والجهاد والصبر والثبات, فبثت في قلوب اليهود الرعب الدائم, واستحقت احترام الكبير والصغير, ووقف العالم المتواطيء مع اليهود يسترضيها لتكف يدها عن بني صهيون, فاستمدت مصداقيتها وشرعيتها من جهادها في سبيل الله وسعيها لإعلاء كلمة الله.

واليوم وللأسف الشديد بعدما وقعت في الفخ السياسي واتكأت على عصا الديموقراطية, باتت تسترضي هي من كان يسترضيها بالأمس وتلتمس الشرعية ممن لا يملكها, فلا هي دخلت السياسة من بابها الشرعي القائم على عدم التنازل عن ثوابتها بتطبيقها للشريعة الإسلامية كحكومة تملك قرار المطالبة والتطبيق, ولا أكملت مشوارها الجهادي الطويل الذي روى مؤسسوها بذوره بدمائهم مروراً بيحيى عياش والمؤسس أحمد ياسين ثم الرنتيسي وغيرهم من أبناء حماس الأطهار الأبرار رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم حواصل طير خضر معلقة في الجنة يروحون ويغدون راضين مرضيين اللهم آمين.
فأضحت حماس في منعطف صعب معقد كانت في غنى عنه, وبيدها إصلاح الخطأ بالعودة إلى طريقها الصحيح بتصويب سهامها لقلب عدوها الغاشم, والعودة إلى عملياتها التي اهتز لها العالم وارتعدت منها مفاصل اليهود وأذنابهم من خونة الشرق والغرب.

فيا حماس الأبية عودي لعهدك التليد وماضيك المشرف, ولو أبيت إلا سبيل السياسة فلا حكم إلا بشرع الله, ووالله لو رفعت لواء الله وأعلنت تطبيق شرعه لرفعك كما رفعت لواءه ولنصرك ولو بعد حين.

وأشفق على هذه الحركة المجاهدة أن تقع فيما وقعت فيه قبلها الحكومة التركية وإن شاء الله لن تكون حماس نسخة جديدة من حكومة أردوغان التي أضحت كالمسخ الإسلامي الذي ينتحل الإسلام ويطبق العلمانية.

 فإما شرع الله وتحمل المشاق في سبيله والذي سيقودك في النهاية للجهاد لامحالة وإما الرجوع للجهاد من الآن لو استصعبت طريق المطالبة بالشريعة وليكن ديدنك:


                       فلست أبالي حين أُقتل مسلماً *** على أي جنب كان في الله مصرعي
                         وذلك في ذات الإله وإن يشأ *** يبارك على أوصال شلو ممزع


ويا قادة حماس أسأل الله أن يصلح أعمالكم ونياتكم وأرجو أن تملك نصيحتي لبكم وأن تقع منكم موقع السمع والعمل, وقلوبنا وأقلامنا وسواعدنا معكم في المطالبة بشريعة الله لو فعلتم وقلوبنا وما نملك من مساعدة معكم في جهادكم إن جاهدتم وفقكم الله وسدد خطاكم.

كتبه: محمد أبو الهيثم

,
محمد أبو الهيثم
المصدر: خاص بطريق الإسلام