العمل للإسلام لا الحزب أو الجماعة

أبو الهيثم محمد درويش

أخلاق الإسلام تجعل من المسلم في الصين أخاً للمسلم في الحجاز لا فرق بينهما ولا تفاوت، بل الأولوية في المحبة للأتقى فيهما، بينما أخلاق القبيلة أو الحزب أو الجماعة تقدم رفيق الحزب أو الجماعة أو ابن القبيلة على غيره من المسلمين ولو كان الأتقى أو الأكفأ لتولي المهام.

  • التصنيفات: الواقع المعاصر - قضايا إسلامية معاصرة -


في خضم الحرب الشرسة التي تستهدف الإسلام في شتى بقاع الأرض والتي جعلت من استئصال العقيدة الإسلامية من قلوب المسلمين هدفاً أساسياً لها, واستخدمت في ذلك معاول الهدم الداخلية المتمثلة في أبواق التغريب من بني جلدتنا, هؤلاء الذين يعانون من هزيمة نفسية يغلفونها بألقاب ليبرالية أو علمانية, وعلى جانب آخر من الصورة تجد معاول الهدم الخارجية الأصيلة العداء والمخططة  لشراذم الداخل.

معركة لا هوادة فيها تحتاج من المسلمين إلى التمسك بهويتهم الأصيلة والتعاون والعمل بروح الإسلام وأخلاق الإسلام الأصيلة ونبذ أي من دواعي الافتراق والخلاف التي لا موضع لها ولا إمكانيات كافية لتحمل عناءها.


من هنا كان لزاما أن نرأب أي صدع في جدار التعاون الإسلامي أولاً بأول مطالبين بتقديم روح الإسلام والعمل من أجله على روح الحزب أو الجماعة, و تغليب أخلاق الإسلام على أخلاق الحزب. أخلاق الإسلام تجعل من المسلم في الصين أخاً للمسلم في الحجاز لا فرق بينهما ولا تفاوت، بل الأولوية  في المحبة للأتقى  فيهما، بينما أخلاق القبيلة أو الحزب أو الجماعة تقدم رفيق الحزب أو الجماعة أو ابن القبيلة على غيره من المسلمين ولو كان الأتقى أو الأكفأ لتولي المهام.

وهنا يتولد الظلم الناتج عن العصبية الجاهلية التي تنبت أينما نشأ تغليب الانتماء الحزبي أو الفئوي أو القبلي.

تلك العصبية التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في صحيح البخاري: «أن رجلين من المهاجرين والأنصار تشاجرا فَقَالَ الأَنْصَارِى ُّيَا لَلأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِى ُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ».

نداء لأهل الجماعات و الأحزاب:

لو غلبت أخلاق الحزب أخلاق الإسلام فاعلموا أن الوريث الطبيعي هو الفشل فذهاب الريح... وحينئذ ستكون أي خسائر تلحق بالإسلام في رقابكم. فاجعل الأقرب لقلبك هو الأتقى والأقرب للعمل هو الأكفأ بغض النظر عن كونه من جماعتك أو حزبك.

نداء لأهل القبائل:

قال الملك: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس ألا ‏إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا ‏لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلّغت؟ قالوا: بلّغ رسول الله ‏‏صلى الله عليه وسلم» (رواه أحمد).
وروى ابن اسحق في سيرته خطابه صلى الله عليه وسلم بالبيت في فتح مكة : يا معشر قريش، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية، وتعظمها بالرباء، الناس من آدم، وآدم من تراب، ثم تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13].

اللهم انصر الإسلام و أعز المسلمين.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام