هذه حبال اليهود فمن يقطعها ؟

منذ 2007-03-09

   برز النفاق في المدينة ولم يكن له ذكر في مكة ، ويذهب بعضهم إلى أن السبب في ذلك هو قوة الإسلام في المدينة وضعفه في مكة ، إذ أن نفاق البعض للمسلمين سببه ــ في نظر القائلين بهذا الرأي ــ قوة المسلمين .

وهذا الكلام فيه نظر .!!

النفوس تتشابه ، ولكل قوم وريث ، ففي أي بيئة ــ تجمع بشري كبير ـــ تجد ( الملأ ) وتجد دعاة الخير وتجد الإمعة ، وتجد من يتقبل مبدأ النفاق ... من يلتحق بالدعوة بحثا عن ذاته أو لقناعته بها ، ومع الفتنة ـــ بالمال أو بالتعذيب ــ يتنازل عن مبادئه ويسلك طريقا وسطا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، أو يدخل في ( اتفاقية ) مع ( الغير ) ينال بها من حمى الدين وإن ظل منتسبا إليه , ويتخذ من ماضيه ومواقفه السابقة أمارة على صحة مبادئه الحديثة.

أي أن بروز النفاق يتوقف على عاملين .

أولهما : وجود الشخصية التي تتقبل هذا الوضع ـــ أن تظهر خلاف ما تبطن أو أن تسلك طريقا وسطا بين هؤلاء وهؤلاء ـــ وهي موجودة في كل مكان .

وثانيهما : وجود من يراودها ــ أو قُل من يروضها ــ حتى تحترف النفاق بمعناه العملي ... تخذيل وتفريق ونشر للبدع بين المؤمنين .

وكان في مكة فريق من الناس أسلم وحين جاءت الهجرة لم يهاجر إيثارا للأهل والدار وحين أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ، وخرج يوم بدر تحت راية الشيطان يقاتل أولياء الرحمن ونزل فيهم قول الرحيم الرحمن { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً } [ النساء : 97 ]،

وكان ممن أسلم في مكة فريق من الناس حين أُمر بالهجرة هاجر ثم لم يصبروا على فراق الأهل والدار فتعللوا وعادوا أدبارهم إلى مكة .

ووصف الله عز وجل الفريقين بالنفاق في آيات تتلى إلى يوم القيامة . قال تعالى { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [ النساء : 88 ]

فكانوا موجودين إذا بمكة .

والسؤال : ما الذي جعل النفاق ــ بهيئته وصفاته المعروفة ـــ يبرز في المدينة دون مكة ؟

إنه العامل الثاني : وجود من يراود ويروض ، وهم اليهود .

كان بين اليهود وأهل يثرب حبال ممدودة في الجاهلية ، وحين جاء الإسلام ، عملت العقلية اليهودية الخبيثة عملها ، فاتصلت بضعاف النفوس الشانئين على الإسلام والمسلمين ، أصحاب الأهداف الدنية الدنيئة . . . راودتهم ثم روضتهم حتى كونت منهم طابورا خامسا داخل الصف المؤمن ، ولولا أن الوحي كان لهم بالمرصاد لقلعوا فسيل الأمة النابت وهو بعد لم يستوِ على سوقه .

لا تستطيع العقلية اليهودية أن تعيش بين الناس إلى بحبلين حبل من الكافرين ، وحبل من المنافقين. . .هذا حالهم من يوم كانوا .

هدموا الديانة المسيحية بــ (بولس الرسول ) الذي تحول بين عشية وضحاها من قاتل ( للمؤمنين ) أتباع المسيح عليه السلام إلى رسول للمسيح عليه السلام ، وأتى بدين غير الدين ، وصار من أمره أنه هو الذي يتبعه النصارى كلهم اليوم على الحقيقة ، فالموجود اليوم هو ديانة ( بولس الرسول ) لا رسالة المسيح ـ عليه السلام ــ . وهم الذين أدخلوا على النصرانية فكرة ( اللوجس ) التي انتهت بتأليه المسيح ــ عليه السلام ــ .

وهم الذين قطفوا ثمرة الثورة الفرنسية في أوروبا . ومنهم مارتن لوثر الذي احتج على الكنيسة وخرج بالبروتستانت ، فأحدث في المسيحية شرخا جديدا صدع بنيانها حينا ، وجعل بأسهم بينهم حينا من الزمن .ومنهم كان عبد الله بن سبأ الذي أوقع الفتنة بين خير أمة أخرجت للناس ، وأخرج التشيع للناس . ولولا أن الله تكفل بحفظ هذا الدين لصرنا على خطا القوم .

والحبلان اليوم ظاهران ، حبل النفاق الذي خضب شوكة الدين ، ونزع الكراهية من صدور ( المسلمين ) تجاه اليهود ، فمدَّ يد ( السلام ) ، وبذر ( بذور السلام ) ، وقاتل كل من أرهب أبناء العم سام . ، وأعني بذلك ( الملأ ) أرباب السلطان وكذا المفكرين أرباب الأقلام .

فمن لهذا الحبل الممدود بين ظهرانينا ؟!

والحبل الآخر ممدود مترهل في أرض العراق والشيشان . فمن يعين إخواننا هناك ؟؟

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 18
  • 1
  • 18,117
  • صلاح فرج الله على

      منذ
    [[أعجبني:]] حياك الله أن أخرجت من ثنايا القرآن العظيم هذه المعانى اللطيفه ---------" فذكر بالقرآن من يخاف وعيد"
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] يعجبنى كل ما ورد بهذاالموقع الطيب و أسأل الإخوة ماذا يجب علينا فعله بالعمل وليس بالقول أو النية ؟ [[لم يعجبني:]] ماذا ينبغى على (((فعله))) تجاه موقف العالم كافه و حكومتى الظالمة خاصة ... حتى لا أكون منافقاً أو مدالساً ؟ "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك"
  • عبدالمالك الجزائر

      منذ
    [[أعجبني:]] أولا بارك الله فيكم ووفقكم لخدمة الإسلام و المسلمين ، أنا يعجبني أي موقع إسلامي هادف ، و هذا الموقع هادف جدا جدا جدا و مميز و جذاب لما فيه من دروس و مواعظ و عبر، فأكثر الله من أمثالكم و سدد خطاكم،المطلوب مزيد من المواقع لأن الأمة بحاجة ماسة لها، و لإن اليهود و النصارى يتربصون بنا، فحسبنا الله و نعم الوكليل،حسبنا الله و نعم الوكيل،حسبنا الله و نعم الوكيل،اللهم توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين. [[لم يعجبني:]] موقع رائع جدا جدا جدا.
  • محمد زويل

      منذ
    [[أعجبني:]] الرسول علية افضل الصلاة والسلام حدد كيف يختبر المسلم درجة نفاقه ان وجدت بالحديث التالى فيمامعناه أية المنافق ثلاث 1- أذا حدث كذب 2- واذا إؤتمن خان 3-وأذا وعد أخلف
  • الدكتور

      منذ
    [[أعجبني:]] كل المقال فأنا أكره اسرائيل [[لم يعجبني:]] لا شئ فهم أعداء الله
  • علي احمد العزي المليكي

      منذ
    [[أعجبني:]] مرونة التعبير [[لم يعجبني:]] ان المشكلة ليس في اليهود المشكلة فينا المسلمون كيف لانتدبر كتاب الله ومااخبر وحذر من اليهود
  • أبو مصعب الشرقاوي

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيرا.. طرح جديد لقضية النفاق لم أسمعه من قبل
  • أمين

      منذ
    [[أعجبني:]] إن اليهود عليهم لعنة الله . ما فتِؤوا يحاربون الله و رسوله مع اعتقادهم الجازم بأنهم شعب الله المختار.. فمع ظهور الاسلام في مكة كان ظاهرا أن هذه الدعوه سرعان ما يطفأ فتيلها لذا فان الكفار لجِؤوا إلى القوة و لكن مع امتداد الدعوة الى المدينة صارت الحرب تعتمد الجانب المعنوي فصارت اليهود توسوس في قلوب الضعاف
  • إلياس حسن

      منذ
    لم يعجبني: jews are just people like any other. Hypocricy happens when you act differently than what you believe and this would happen whether jews existed or not. The thesis of this article is wrong and it should not be popularized by islamway
  • زائر

      منذ
    [[أعجبني:]] اتقدم بجزيل شكرى وتقديرى وامتنانى الى الاخ كاتب المقال اتنمى المزيد منة ومن اصحاب الموقع المحترمين وذلك للرد ولو بشكل يسير على كل ما يفعلة هؤلاء الاوغاد بالمسلمين فى كل مكان من بقاع الارض الطاهرة اللهم العن اليهود الاوغاد ومن ساندهم ووالاهم وأيدهم [[لم يعجبني:]] بسم اللة الرحمن الرحيم انة سبحانة عز وجل هو من اسمى اليهود بقاتلى الانبياء عليهم السلام ومسخهم الى قردة وخنازير كما جاء فى كتابة العزيز علية لاجد اى حرج ولو يسير جدا لتاييد كل مايؤذى بل ينهى هذة الملة الحاقدة عن ارضنا الطاهرة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً